About Me

UAE National Day


في كل عام، وفي الثاني من ديسمبر تحديداً، تفعل الإمارات شيئاً مميزاً. تتوقف. تتنفس. تحتفل. ليس بتاريخ فقط، بل برحلة كاملة. وكل من عاش هنا طويلاً يعرف أن هذا البلد لا يحتفل بخطوات صغيرة. بل يحتفل بالنية. بالكرامة. وبطموح له نبرة إماراتية خالصة

جئتُ إلى دولة الإمارات مثل ملايين غيري، بحلم أبنيه وبوصية داخلية تدفعني للنمو وصنع أثر

لكن ما لم أكن أتوقعه هو حجم التحول الذي سيصنعه هذا المكان في مساري. فالإمارات تمتلك قدرة خاصة على مضاعفة خططك، على توسيع رؤيتك، وعلى تذكيرك بأن التقدم ليس مصادفة، بل مشروع يُصمَّم ويُقاد ويُنفَّذ بإتقان

على مدى السنوات، عشتُ رحلة الإمارات من خلال عملي وأسرتي ومجتمعي. من قيادة التحول في منظومات الشركاء عبر أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى بناء الثقة مع قادة عالميين وإقليميين، إلى تحويلي لمساري المهني نحو الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، كانت الإمارات هي الخلفية الثابتة لكل إعادة اختراع مررت بها. هي المكان الذي يصبح فيه الطموح أمراً عادياً، والابتكار أمراً متوقعاً، والنمو حقيقة يومية لا شعاراً

ما يلهمني دائماً هو هذا التوازن الإماراتي بين الرؤية البعيدة والتنفيذ الصارم. تماماً كما يحدث في عالم الشركات الكبرى، حيث أقوى القادة هم من يجمعون بين التخيل العميق والعمل المنضبط. الإمارات بُنيت بهذا الإيقاع نفسه. إيقاع تلتقي فيه الأفكار الجريئة مع القدرة على تحويلها إلى واقع، حيث الشراكات لها وزن، والثقة تسهّل الطريق، والمستقبل يُعامل كمشروع يجب تصميمه وليس كمجهول يجب انتظاره

وقد علمتني الحياة هنا درساً عميقاً عن الهوية. أنا المغربي الذي درس في اليابان وبنى مساراً يمتد عبر دول متعددة، لطالما رأيت نفسي مواطناً عالمياً. لكن الإمارات منحت هذا الانتماء وطناً. مكاناً تنسجم فيه اللغات والثقافات كما تنسجم التكنولوجيا مع التقاليد. ليس من المصادفة أن يكون تحولي نحو الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات قد بدأ هنا. فهذا البلد يكافئ الفضول. يشجع التجدد. ويمنح القيادات فرصة أن تظل طلاباً للمستقبل، لا أسرى للماضي

وعندما أنظر اليوم إلى الإمارات، خصوصاً في يومها الوطني، أرى دولة أتقنت فن التوسع دون أن تفقد روحها. سواء كنت تتأمل أفق دبي، أو تمشي على كورنيش أبوظبي، أو تتابع ظهور مراكز الابتكار في كل إمارة، فأنت تشعر بالطاقة ذاتها: الإيمان بأن الغد يمكن أن يكون أفضل دائماً من اليوم. هذا الإيمان نفسه يقود منظومات الشركاء عالية التأثير، ويحرك برامج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، ويلهم القادة لتجاوز حدود معرفتهم الحالية

لهذا يبدو اليوم الوطني دائماً مناسبة شخصية بالنسبة لي. فهو يذكرني بأن الدول مثل البشر، تنهض بالوضوح والانضباط والشجاعة. وهو لحظة امتنان لِسخاء هذا البلد الذي يفتح أبوابه للجميع، ويمنحهم فرصة للحلم الأكبر، والعطاء الأعمق، والانتماء بلا شروط
إلى دولة الإمارات، شكراً على شرف أن أكون جزءاً من قصتك. شكراً على دروس الطموح والتواضع والرؤية. وشكراً لأنك تُظهرين للعالم أن القيادة ليست بحجم الدولة ولا بعمرها، بل بعقلها وفكرها
كل عام والإمارات بألف خير
وإلى كل من ينتمي إليها، فلنواصل البناء، والتعلّم، والمضيّ قدماً بروح البلد الذي لا يشبه إلا المستقبل

Read more

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *